للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو مسلم للشيعة:

- «استعدّوا للشتاء. فقد أعفاكم الله من اجتماع كلمة العرب وصيّرهم إلى افتراق، وكان ذلك من الله قدرا مقدورا.

[ذكر السبب فى دخوله حائط مرو]

كان حائط مرو فى يد نصر، لأنّه عامل خراسان. فأرسل علىّ بن الكرمانىّ إلى أبى مسلم أن:

- «ادخل الحائط من قبلك وأنّا أدخل مع عشيرتي من قبلي فتغلب على الحائط.» فأرسل إليه أبو مسلم:

- «إنّى لست آمن أن تجتمع يدك ويد نصر على محاربتى ولكن ادخل أنت فأنشب [١] الحرب بينك وبين أصحاب نصر بن سيّار.» فدخل علىّ بن الكرماني [٢٩٠] فأنشب الحرب. وبعث أبو مسلم. أبا علىّ شبل بن طهمان النقيب فى خيل، فدخلوا الحائط، وبعثوا إلى أبى مسلم. أن:

ادخل، فدخل أبو مسلم من خندق الماخوان وعلى مقدّمته أسيد بن عبد الله، وعلى ميمنته مالك بن الهيثم، وعلى ميسرته القاسم بن مجاشع. حتّى دخل الحائط والفريقان يقتتلان. فأمرهما بالكفّ وهو يتلو من كتاب الله تعالى: «وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ من أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا من شِيعَتِهِ وَهذا من عَدُوِّهِ» ٢٨: ١٥ [٢] ومضى أبو مسلم حتّى نزل قصر الإمارة الذي ينزله عمّال خراسان، وهرب نصر بن سيّار وصفت مرو لأبى مسلم. فأمر أبا منصور


[١] . آ: وأشب الحرب.
[٢] . س ٢٨ القصص: ١٥

<<  <  ج: ص:  >  >>