للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر رأى سديد رءاه ذو الرئاستين]

قال له: إنّ أمير المؤمنين شاخص لحرب رافع ولا يدرى ما يحدث به وخراسان ولايتك ومحمّد المقدم عليك وإنّ أحسن ما يصنع بك أن يخلعك وهو ابن زبيدة وأخواله بنو هاشم وزبيدة وأموالها [ردء له.] [١] فاطلب إليه يشخصك معه فسأله الأذن فأبى فقال له:

- «عد إليه وقل: له أنت عليل وإنّما أردت أن أخدمك ولست أكلّفك شيئا من مؤنى.» فأذن له.

[ذكر منام عجيب رءاه الرشيد]

قال جبرائيل بن بختيشوع: كنت مع الرشيد بالرقّة، وكنت أوّل من يدخل عليه فى كلّ غداة أتعرّف حاله فى ليلته، فإن أنكر شيئا وصفه، وربّما انبسط فحدّثنى [١٤] بما عمله فى ليلته ومقدار شربه وجلوسه، ويسألنى عن أخبار العامّة. فدخلت يوما فلم يرفع طرفه إلىّ، ورأيته مفكّرا مهموما، فوقفت بين يديه مليّا. فلمّا طال ذلك أقدمت عليه فقلت:

- «يا أمير المؤمنين جعلني الله فداءك، ما حالك؟ أعلّة فأخبرنى بها فلعلّ عندي دواءها، أو حادث لا يستطاع دفعه فليس إلّا التسليم، والغمّ لا درك فيه أو فتق ورد عليك فى ملكك، فلم تخل الملوك من ذلك فتروّح بالمشورة.» قال: «ويحك يا جبرائيل ليس غمّى لشيء ممّا ذكرت، لكن لرؤيا رأيتها


[١] . ما بين المعقوفتين ناقص فى كلّ من الأصل وآ والطبري، أضفناه من حواشي الطبري (١١: ٧٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>