للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل ذلك ولم يزل معه بالتلطف والرفق حتى ردّه إلى دار الخلافة ومواطن الائمة.

ذكر ما جرى بين بختيار وبين جيشه وما كان من اعتزاله إياهم وما كان من إنكار ركن الدولة لذلك وما تمّ من الحيلة عليه من انتقاضه وعوده إلى منزلته [١] وحالته

لما تمّ هذا الفتح لعضد الدولة لم يشكّ أحد ممن دنا وبعد فى أنّه يستولى على هذه المملكة ويضيفها الى مملكته لضعف بختيار عنها واشتغاله بضروب اللهو واللعب وتجاسر الديلم والأتراك عليه. ففكّر فى حديث الناس وعلم أنّ أباه ركن الدولة لا يصبر على ذلك ولا يحتمله له. فاتخذ دعوة دعا إليها بختيار وإخوته ومحمد بن بقية وسائر عسكر بغداد وخلع عليهم ضروب الخلع على مقدار مراتبهم وجعل ذلك كالوداع وأظهر [٤٣٢] الرحيل إلى فارس وأمر بإعداد الميرة فى المنازل.

ووافق فى السر رؤساء الجند أن يثوروا ببختيار ويشغبوا عليه ويطالبوه بأن يطلق أموالهم ويغير أحوالهم ويحسن [٢] مجازاتهم عن صبرهم عليه وثباتهم معه وبذلهم الأنفس فى محاربة الأتراك دونه. ففعلوا ذلك وبالغوا فى الشغب والاقتراحات وبختيار صفر اليد لا يملك ذخيرة ولا تصل يده مع خراب النواحي واتصال الفتن إلى درهم واحد.

فراسله عضد الدولة سرّا وواقفه على مقابلتهم بالتشدد والغلظة والصدق عن الحال وانّه لا يعدهم بما لا يقدر عليه وأن يفصح لهم بالاستعفاء عن


[١] . فى مط: منزله.
[٢] . فى الأصل ومط: يحس. وهو المثبت فى مد. والصحيح ما أثبتناه: يحسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>