ونقلها إليه، واستعان به فى عدّة أوقات فأعانه واستدان منه فأدانه، وخطب له بواسط والبصرة وأعمالها وصرفت إليه الدنيا أعنّة إقبالها.
وتوّجت الأيام مفرق مفاخره بمقام القادر بالله رضوان الله عليه فى جواره فضاعفت له هذه المنقبة حسبا وصارت له إلى استحقاق المدح سببا ولولا كرم نفسه وخيرها لما مدحت البطيحة ولا أميرها:
نفس عصام سوّدت عصاما ... وعوّدته الكرّ والإقداما
وهذه عقبى أفعال الخير، فإنّها تبلغ بصاحبها درجة توفى على آماله وتنتهي به إلى منزلة لا تخطر بباله. فالسعيد من قدّم عملا صالحا لأخراه وخلّف ذكرا جميلا فى دنياه.
وسيأتي ما تصرّفت به الأمور فى مواضعه بعون الله تعالى وحسن توفيقه.
[ذكر ما اعتمده شرف الدولة من الأفعال [٢٠٠] الجميلة عند استقراره بمدينة السلام]
ردّ على الشريف أبى الحسن محمد بن عمر جميع ما كان له فى سائر البقاع من الأملاك والضياع، وجدّد عنده آثار النعمة والاصطناع. فاستضاف ضياعا إلى ضياعه وتضاعفت موارد ارتفاعه، فكان خراج أملاكه فى كلّ سنة ألفى ألف وخمسمائة ألف درهم يصححها فى ديوان السلطان، وناهيك بذلك ثروة حال وكثرة استغلال.
وردّ على الشريف أبى أحمد الموسوي أملاكه وأقرّ ابن معروف على قضاء