بيعة الناس لأبى جعفر بأمر من أبى العبّاس حين حضرته الوفاة ولمّا حضرته الوفاة أمر الناس بالبيعة لعبد الله بن محمّد أبى جعفر، فبايع الناس بالأنبار، وقام بأمر الناس عيسى بن موسى وأرسل عيسى بن موسى إلى أبى جعفر وهو بمكّة رسولا بموت أبى العبّاس وبالبيعة له، فلمّا أتاه الكتاب كتب إلى أبى مسلم:
- «العجل العجل فقد حدث أمر.» وكان بينه وبن أبى مسلم منزل أبدا، فجاءه أبو مسلم، فلمّا جلس إليه ألقى إليه الكتاب فبكى واسترجع، ثمّ نظر أبو مسلم إلى أبى جعفر وقد جزع جزعا شديدا، فقال:
- «ما هذا الجزع وقد أتتك الخلافة؟» قال:
- «أتخوّف شرّ عبد الله بن علىّ وشيعته.» قال:
- «لا تخفه فأنا أكفيك أمره إن شاء الله. إنّما عامّة جنده ومن معه أهل خراسان [٣٦١] وهم لا يعصوننى.» فسرّى عن أبى جعفر، وبايع له أبو مسلم وبايع الناس. وأقبلا حتّى وردا الكوفة.
وفى هذه السنة بعث عيسى بن علىّ وأبو الجهم إلى عبد الله بن علىّ