للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر ما رتّبه ابن شهرام مع خصيص ملك الروم حتى بلغ به غرضه

فلما خلوت به قلت:

- «أريد أن تتحمل عنى رسالة الى ملك الروم فقد طال مقامي وتعرّفنى آخر ما عنده، فان فعل ما أريده والّا فلا وجه لمقامى.» ولا طفت هذا الكانكلى بشيء حملته اليه ووعدته عن عضد الدولة بجميل وكان مضمون رسالتي:

«انّه يجب عليك أولا أن تحفظ أيها الملك نفسك ثم ملكك ثم أصحابك، ولا تثق بمن صلاحه فى فسادك. فانّ بمعاونة أبى تغلب عليك تمّ فى بلد الروم ما جرى، وكيف تكون الحال مع عضد الدولة ان عاون عليك أيها الملك؟ وانّى [٥٤] أرى أصحابك لا يريدون تمام الهدنة بينك وبين أوحد الدنيا وملك الإسلام، والإنسان لا يخفى عليه إلّا ما لم يجرّبه، وأنت فقد جربت سبع سنين عند عصيان من [١] عصى عليك لملكك وملكك لا نفسك يبقى [٢] الروم فما يبالون هذا ان لم يتحرك هو بنفسه. وقد نصحت لمّا رأيت من ميل صاحبي إليك وإيثاره لك، فتأمل خطابي واعمل بعد ذلك برأيك.» فعاد نقفور وقال:

- «يقول لك: الأمر كما ذكرت، ولكن ليس يمكن مخالفة الجماعة ويرونى بصورة من قد خانهم وأهلكهم ولكن سأتمم الأمر وأفعل ما يمكن فعله.» ومن الاتفاق الحميد أنّ البركموس مرض مرضا شديدا فتأخر عن الركوب


[١] . وفى الأصل: مع.
[٢] . فى الأصل: يبقى نفسك، والتصحيح من حواشي مد.

<<  <  ج: ص:  >  >>