للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه فكوتب بالاصعاد فورد وجددت له الخلع وقلد الديوان.

وكانت المراسلات بينه وبين أبى الفضل متصلة وذلك أن أبا الفضل كان واسع الصدر فأفضل على الموكلين به من غلمان الوزير أبى الفرج ووسّع عليهم وأكثر فى برّهم والإحسان إليهم فلم يمنعوه من مكاتبة من يريد مكاتبته وأوصلوا إليه كتب من كاتبه فاحتال ضروب الحيل وتمّ له أكثر ما حاوله. فلمّا ورد أبو قرّة بغداد تمكن من إتمام أمره والسعى له.

واشتدت الإضاقة بأبى الفرج ووقفت عليه أموره ومطالبه. لأنّ واسط انغلقت عليه بأبى قرة والبصرة والأهواز انغلقتا عليه بالأتراك الذين استبدّوا بأموالهما فى تسبيباتهم ولم ينهض بما ضمنه عن أبى الفضل لأنّه اقتصر على أخذ ظاهره وخاف أن يطلقه ليضطرب فيحتال عليه ويسعى فى الوزارة وهو لا يعلم انه قد سعى وفرغ واجتمعت عليه مطالبات كثيرة وصارت حاله فى انحراف بختيار عنه وعداوة سبكتكين الحاجب له [٣٤٠] ولأخيه وتعصّب الجند عليهما كحال أبى الفضل لمّا قبض عليه.

[ذكر ما احتال به فى هذه الحال وما عرض له من سوء الاتفاق]

لمّا أحسّ باضطراب أمره خاف أن يعاجله بختيار بالقبض عليه فأحال على أموال وقفت عليه بالأهواز وأنّه يريد الشخوص إليها فمنعه بختيار من الخروج إلّا بعد إقامة الوجوه للنفقات التي بحضرته لئلا تتوجه عليه المطالبات بعد خروجه ويقع إخلال بالإقامات فاحتاج أن يستخلف أخاه بحضرته حتى ضمن له ذلك. وواقفه [١] على وجوه ظن أنّها زاجية [٢]


[١] . كذا فى الأصل ومط: وواقفه. والمثبت فى مد: وافقه.
[٢] . كذا فى الأصل: زاجية. زجى الخراج: سهلت جبايته. زجى الأمر: نجح وتيسّر. والمثبت فى

<<  <  ج: ص:  >  >>