للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «ادخلوا، وامنعونا من أهل ذلك الباب.» فدخل أهل كلّ باب، بصلح [١] من يليهم، ودخل خالد بما يليه عنوة. فالتقى خالد والقوّاد في وسطها، هذا استعراضا وانتهابا، وهذا صلحا وتسكينا. فأجروا ناحية خالد مجرى الصلح.

ولما فرغ المسلمون من فتح دمشق، ساروا إلى فحل وبيسان، ولاقوا حربا شديدا، وافتتحوها بعد شدائد وبأس كثير.

[عمر وانتداب أبى عبيد للخروج إلى فارس]

فأمّا خبر فارس، فإن عمر ندب الناس مع المثنى بن حارثة، وقد ذكرنا فيما تقدّم قدوم المثنى على أبى بكر [٣٢٩] ووصاة [٢] أبى بكر عمر به. فلم ينتدب أحد مع المثنى. وذاك أنّ هذا الوجه أعنى فارس كانت أكره الوجوه إلى الناس، لشدّة بأس الفرس وعظم شوكتهم، وقهرهم الأمم.

فكان المثنى يحرّض الناس ويقول:

«أيها الناس، إنّا قد غلبناهم على نصف السواد، وقد ضرى من قبلنا، واجترأنا عليهم، ولنا من بعد ما ينتظره المسلم من الكافر.» وقام عمر في الناس، وخطبهم، وحضّهم وأذكرهم وعد الله في كتابه أن يورثهم الأرض، وقوله عزّ وجلّ: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. ٩: ٣٣ [٣] أين «عباد الله الصالحون؟» [٤]


[١] . والعبارة في الطبري: «فدخل أهل كلّ باب بصلح مما يليهم، ودخل خالد مما يليه عنوة ... » وفي حاشية الطبري: «بصلح ما يليهم.» و «بصلح من يليهم» (٤: ٢١٥٣) .
[٢] . مط: وصى. الوصاة: الوصية، جمعها: وصى.
[٣] . س ٩ التوبة: ٣٣.
[٤] . إشارة إلى قوله تعالى: وَلَقَدْ كَتَبْنا في الزَّبُورِ من بَعْدِ الذِّكْرِ، أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ. ٢١: ١٠٥ (س ٢١ الأنبياء: ١٠٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>