للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المأمون ببغداد وقيّمه فى أهله وولده فأخذا منه المائة ألف الدرهم التي كان الرشيد وصل بها المأمون، وقبض ضياعه وغلّاته، ووجّه عبد الرحمن بن جبله الأبناوى بالعدة والقوّة فنزل همذان.

ذكر الحيلة التي احتال بها ذو الرئاستين حتّى اختار محمد لحربه علىّ بن عيسى دون غيره

كانت كتب ذى الرئاستين ترد إلى دسيسة الذي كان الفضل بن الربيع يشاوره فى أمره: إن أبى القوم إلّا عزمة الخلاف، فالطف لأن يجعلوا أمره لعلىّ بن عيسى. وإنّما خصّ عليّا بذلك لسوء أثره فى أهل خراسان، واجتماع رأيهم على ما كرهه وأنّ العامّة ترى حربه.

فلمّا شاور الفضل ذلك الرجل الذي كان [٥٤] يشاوره قال علىّ بن عيسى:

- «إن فعل فلم ترمهم بمثله فى بعد صوته [١] وسخائه ومكانه من بلاد خراسان فى طول ولايته عليهم وكثرة صنائعه فيهم. ثمّ هو شيخ الدعوة.» فاجتمعوا على توجيه علىّ، فكان من أمره ما كان.

وروى أنّ الأمين لمّا عزم على خلع المأمون أشار عليه نصحاؤه أن يكاتبه ويسأله القدوم عليه، فإنّ ذلك أبلغ وأحرى أن يبلغ فيما يوجب طاعته واجابته فكتب إليه:


[١] . كذا فى الأصل وآ ومط. وما فى الطبري (١١: ٨٠٨) : صومه.

<<  <  ج: ص:  >  >>