يقبض عليه ويبادر به إلى الحضرة فمضى مسرعا ووصل إلى الأهواز واحتال حتى حضر سهل بن بشر فى منزل أحد القواد فقبض عليه وعرّفه فساد جميع الأمر الذي كان خائضا فيه وحمله للوقت فسلمه إلى ابن بقية.
وقد كان الحسن بن فيلسار سبق إلى مدينة السلام فتلافى محمد بن بقية واستصلح نيته وأما الحسن بن أحمد بن بختيار وتكيدار فإنّه استدعاهما، فلمّا قربا من بغداد طردا ونفيا [١] عن [٤٥٢] العسكر، فعاد الحسن إلى بلده ولحق تكيدار بعضد الدولة. وجد محمد بن بقية فى مطالبة سهل بن بشر بالأموال وبسط عليه المكاره واستخرج منه كل ما أمكنه ثم قتله بالعذاب مع جماعة من الناس سنذكرهم.
وفى أثر القبض على سهل بن بشر قلّد بختيار أخاه أبا إسحاق أعمال الأهواز وأنفذه إليها مع طائفة من الجيش وذلك بسفارة محمد بن بقية لأنّه كان استعان بأبى إسحاق ووالدته على بختيار فأعاناه وبلّغاه ما أحب فقضى حقهما بهذا التقليد.
وقبض ابن بقية على صاحبه أبى نصر السرّاج وعذّبه حتى قتله ذكر السبب فى ذلك
هجمت على ابن بقية علة من حرارة ففصد منها فى اليوم الثاني فما أمسى إلّا ذاهب العقل مسجّى يخور خوار الثور ولا يسيغ طعاما ولا شرابا ولا يسمع كلاما ولا يحير جوابا وظهرت فى فمه رغوة واختلج وجهه وعلا نفسه ولحقه الفواق الشديد واجتمعت فيه أعراض الموت التي لا رجاء معها.
وقد كانت لأبى نصر السراج نعمة فاتسعت فى أيامه وعظمت بالدخول
[١] . كذا فى الأصل ومط: نفيا. والمثبت فى مد: بقيا، وهو خطأ.