وتوفّى ليلة الأحد غرّة جمادى الأولى، فكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وشهرين، وكان سنّه سبعا وأربعين سنة وخمسة أشهر وأيّام، وكان جميلا وسيما جعدا قد وخطه الشيب.
[ذكر بعض سيرة الرشيد ومستحسن أخباره]
ذكر عن يحيى بن خالد أنّه ولّى رجلا بعض أعمال الخراج بالسواد، فدخل إلى الرشيد فودّعه وعنده يحيى وجعفر بن يحيى. فقال الرشيد ليحيى وجعفر:
- «أوصياه.» فقال له يحيى: «وفّر واعمر.» وقال له جعفر: «أنصف وانتصف.» فقال له الرشيد: «اعدل واحمل [١] .» وحكى بعض حجبة البيت، قال: لمّا حجّ الرشيد دخل الكعبة وقام على أصابعه وقال:
[١] . كذا فى الأصل وآ ومط: اعدل واحمل. وما فى الطبري (١١: ٧٤٨) : اعدل وأحسن.