للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صارت فتقا فكان يشدّها بعصائب ورفائد إلى أن توفى بعد ذلك بسنتين.

وفى هذه السنة أخرج ركن الدولة الأستاذ الرئيس مع إبراهيم السلّار مددا له فى نخب الرجال من الديلم والعرب [٢٩٢] وأصناف العسكر حتى فتح بلاد آذربيجان وأصلح الأستاذ الرئيس له قلوب أصحاب الأطراف وطوائف الأكراد وقاد جستان بن شرمزن إلى طاعته فلمّا فرغ من جميع ذلك ووطّأ له النواحي ومكّنه منها خرج عائدا إلى حضرة ركن الدولة [١] .

ذكر تدبير جيّد ورأى صواب رآه الأستاذ الرئيس ابن العميد ولم يقبل وعاقبة ذلك

لما صار الأستاذ الرئيس حقّا إلى آذربيجان رأى زكاء أرضها وكثرة ريعها وسعة [٢] مياهها واحتمالها للعمارة وحسب ما يرجى من ارتفاعها فوجده مالا عظيما مثل ارتفاع ممالك ركن الدولة أو قريبا منه ونظر إلى ما تحصّل لإبراهيم السلّار منه فوجده شيئا نزرا قليلا جدا وذلك لسوء تدبير إبراهيم وإهماله الأمور واشتغاله باللعب والنساء والسكر الدائم وطمع ضروب المعاملين فيه ولا سيما الأكراد الذين قد استأكلوا تلك النواحي. ثمّ قد عرف بالتزيد وقلة الوفاء فليس يوثق بيمينه ولا عهوده.

فعلم الأستاذ الرئيس أنّه إذا فارق الناحية عادت الصورة مع إبراهيم إلى ما كانت ولم يلبث أن يطمع فيه ويخرج من المدينة ثم من الناحية كلّها أو يقتل فيضيع سعى [٢٩٣] ركن الدولة وسعيه.

فكتب إلى ركن الدولة بصورة الناحية وصورة إبراهيم فيها وعرّفه مقدار ما يصل إليه منها وأشار عليه أن يدبّر الناحية لنفسه ليرفع له [منها خمسون


[١] . وزاد فى مد بين المعقوفتين: بالرىّ.
[٢] . سعة: كذا فى مط ومد. وما فى الأصل يمكن أن يقرأ «نبعة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>