وأصحابه تعظيمه ففعلوا ذلك حتى انّهم كانوا يغشونه مدّة مقامه مواصلة ولم يركب هو إلى أحد منهم وكان غرض عضد الدولة بذلك استمالة مؤيد الدولة وتأنيس [١٨] الصاحب.
ووردت كتب مؤيد الدولة يستطيل مقام الصاحب ويذكر اضطراب أموره ببعده فوقع الشروع فى تقرير ارتفاع همذان ونهاوند معهما عليه وتولّى أبو عبد الله محمد بن الهيثم عمل العمل بالارتفاع.
ذكر عمل رتّب فى تكثير اعتداد بارتفاع
صدر العمل بأن قال: مبلغ ارتفاع النواحي الفلانية. وتمّم الحكاية عن كذا وكذا ورقا صحاحا. من الورق ينفد الخرج كذا وكذا. وأضاف اليه الربع اعتمادا للتكثير. وأنفذ العمل مع أبى القاسم عبد العزيز بن يوسف وأبى الوفاء طاهر بن محمد وأبى عبد الله ابن سعدان إلى الصاحب أبى القاسم ورسم لأبي عبد الله الحضور معهم عنده وموافقته على أبوابه ففعل واستوفى مناظرته وكمل الارتفاع بزيادة على موجودة.
[ذكر عود عضد الدولة إلى مدينة السلام [١٩]]
برز عضد الدولة إلى ظاهر همذان فى شهر ربيع الآخر للعود إلى مدينة السلام وخلع على الصاحب الخلع الجليلة وحمله على فرس بمركب ذهب ونصب له دستا كاملا فى خركاه يتصل بمضاربه وأجلسه فيه وأقطعه ضياعا جليلة من نواحي فارس وحمل إلى مؤيد الدولة فى صحبته ألطافا كثيرة وضمّ اليه من العسكر المستأمن عن فخر الدولة عددا ليكونوا برسم خدمة مؤيّد الدولة.