للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمضى من جملتهم نحو ألفى رجل وأثبتهم برزق مستأنف [٥٥٣] على ما رآه وأسقط الباقين وأخرج من أمضاه وقرر رزقه إلى الجبل. فلمّا صاروا بطريق خراسان أجمع رأيهم على المضىّ إلى الأهواز فمضوا إلى أبى عبد الله البريدي فقبلهم وأضعف أرزاقهم وخاطبهم بالترثّى لهم ممّا جرى عليهم من ابن رائق والتعجب منه ووعدهم الإحسان التامّ. وأظهر للسلطان وابن رائق أنّه لم يكن به طاقة لمّا صاروا إليه أن يدفعهم وأنّه اضطرّ إلى قبولهم وجعلهم حجّة فى قطع ما كان ووقف على حمله واحتجّ بأنّهم اجتمعوا مع الجيش ومنعوه من حمل مال البلد وغلب على الأهواز والبصرة.

انقسام الدولة العبّاسيّة إلى دويلات

فصارت الدنيا فى أيدى المتغلّبين وصاروا ملوك الطوائف وكلّ من حصل فى يده بلد ملكه ومنع ماله.

فصارت واسط والبصرة والأهواز فى أيدى البريديين وفارس فى يد علىّ بن بويه وكرمان فى يد أبى علىّ ابن إلياس [١] وإصبهان والرىّ والجبل فى يد أبى علىّ الحسن بن بويه ويد وشمكير يتنازعونها بينهما والموصل وديار ربيعة وديار بكر فى أيدى بنى حمدان ومصر والشام فى يد محمّد بن طغج والمغرب وافريقية فى يد أبى تميم والأندلس فى يد الأموى وخراسان فى يد نصر بن أحمد واليمامة والبحرين وهجر فى يد أبى طاهر ابن أبى سعيد [٥٥٤] الجنّابى وطبرستان وجرجان فى يد الديلم، ولم يبق فى يد السلطان وابن رائق غير السواد والعراق.

ولمّا حصلت ديار مضر خالية قد خربت وضاق مالها عن كفاية السلطان


[١] . سقط من مط قوله: «وكرمان فى يد أبى على بن إلياس» .

<<  <  ج: ص:  >  >>