وقدّم إليه فرس بمركب ذهب وقيّد بين يديه آخر بمثل مركبه وسار العسكر حواليه إلى باب الشماسية فى القباب المنصوبة ونزل إلى الطيّار وانحدر إلى دار المملكة.
ذكر ما دبّره بهاء الدولة عند قيامه بالملك [٢٢٧]
أقرّ الوزير أبا منصور ابن صالحان على الوزارة وأصحاب الدواوين وغيرهم على ما كان إليهم. ثم صرف أبا سعد ابن الخيّاط عن ديوان الإنشاء مع مدّ يده وعوّل فيه على أبى الحسن على بن محمد الكوكبي المعلم، وخلع عليه الطائع لله وكنّاه ولقّبه بالكافي، وكانت الخلعة درّاعة دبيقية [١] وعمامة قصب وحمله على فرس بمركب. وقبض على نحرير الخادم وأبى نصر ابن كعب فاعتقلا ثم قتلا.
فأمّا نحرير فكان هلاكه على يد الحسين الفرّاش، فأمّا أبو نصر ابن كعب فعلى يد أبى الحسن الكوكبي.
[شرح الحال فى ذلك]
كان بهاء الدولة شديد الميل إلى نحرير كثير الثناء عليه. فلمّا توفّى شرف الدولة أراد منه أن يجرى فى خدمته على ما كان عليه فى خدمة شرف الدولة. فامتنع نحرير وتظاهر بلبس الصوف، واجتهد معه كل الاجتهاد مراسلة بالشريف أبى الحسن محمد بن عمر والوزير أبى منصور محمد بن صالحان ومشافهة بنفسه، فما أجدى معه نفعا. [٢٢٨]
[١] . دبيق: بليدة كانت بين الفرما والتّنيس من أعمال مصر، تنسب إليها الثياب الدبيقيّة (مراصد الإطلاع) .