وهو عليل علّته التي مات فيها، فوجّه إليه رجاء بن أيّوب الحضارى فى نحو ألف رجل من الجند، وكان أبو حرب فى نحو مائة ألف، وكره رجاء [١] مواقعته فعسكر بحذاءه وطاوله حتى إذا كان فى وقت عمارة الأرضين تفرّق عنه أكثرهم وبقي أبو حرب فى نحو ألفين فناجزه الحرب، وتأمّل رجاء عسكر المبرقع فلم يجد فيه من له فروسية غيره. فقال لأصحابه:
- «لا تعجلوا عليه فانّه سيظهر لأصحابه بعض ما عنده.» فما لبث أن حمل فقال لأصحابه:
- «أفرجوا عنه.» فأفرجوا، ثمّ حمل ثانية فقال رجاء:
- «أفرجوا له فإذا أراد الرجوع فحولوا بينه وبين ذلك وخذوه.» ففعل ذلك وأحاطوا به فأنزلوه عن دابته وأسروه وحمله رجاء إلى المعتصم.
[وفاة المعتصم]
وفيها كانت وفاة المعتصم.
ولمّا حضرته الوفاة جعل يقول:
- «ذهبت الحيل ليست حيلة.» حتّى مات.
وذكر عنه أنّه قال:
- «لو علمت أنّ عمرى قصير ما فعلت ما فعلت.» ودفن بسرّ من رأى. فكانت خلافته ثماني سنين [٣٠٧] وثمانية أشهر وهو ثامن الخلفاء والثامن من ولد العباس، وولد سنة ثمانين ومائة ومات عن