للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عبيد بن المخارق]

ومن كتّاب الحجّاج عبيد بن المخارق، قلّده الحجّاج الفوجتين، فوردها وقال:

- «هل هاهنا دهقان يعاش برأيه؟» فقيل له:

- «هذا جميل بن بصبهرى.» فأحضره وشاوره، فقال له جميل:

- «خبّرنى أقدمت لرضى ربّك، أم رضى نفسك، أم رضى من قلّدك؟» فقال:

- «ما استشرتك إلّا برضى الجميع.» قال:

- «فاحفظ عنّى خلالا: لا يختلف حكمك على الرعيّة، ليكن حكمك على الشريف والوضيع [١] سواء، ولا تتّخذنّ حاجبا ليردّ عنك الوارد [٤٦٨] من أهل عملك، وليكن على ثقة من الوصول إليك، وأطل الجلوس لأهل عملك يتهيّبك عمّالك، ولا تقبل هديّة، فإنّ صاحبها لا يرضى بثلاثين ضعفا [٢] لها، فإذا فعلت ذلك فاسلخ جلودهم من فروعهم إلى أقدامهم.» قال: فعملت بوصيّته، فجبيتها خمسة عشر ألف ألف [٠٠٠، ٠٠٠، ١٥] درهم.

[يزيد بن أبى مسلم]

وكان يزيد بن أبى مسلم- واسم أبى مسلم دينار من موالي ثقيف- كاتبا للحجّاج، وكان أخاه من الرضاعة. فتقلّد له ديوان الرسائل، وكنيته أبو العلاء.

وكان الحجّاج يجرى له فى كلّ شهر ثلاثمائة درهم، فكان يعطى امرأته خمسين درهما، وينفق فى ثمن اللّحم وما يتّصل به خمسة وأربعين درهما، وينفق باقيها فى ثمن الدقيق وسائر عوارض نفقته، وإن فضل منها شيء ابتاع به ماء وسقاه


[١] . الوضيع: كذا فى الأصل وهو الصحيح. وما فى مط: الرضيع!
[٢] . ضعفا لها: فى الأصل ومط: ضعفها لها. وهو سهو نشأ من الخلط بين «ضعفا» و «لها» عند النسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>