حضر بعد أن قرأ عليه حرفا حرفا، فأقرّ بفهمه ومعرفة ما فيه طائعا غير مكره. وذلك يوم الإثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين.» فوقّع المعتزّ فى ذلك. أقرّ أبو عبد الله بجميع ما فى هذا الكتاب وكتب بخطّه.
وكتب محمد بن الواثق المهتدى بالله إلى سليمان بن عبد الله بن طاهر بمدينة السلام، أنّ الناس [٤٣٧] قد بايعوه. وكان هناك أبو أحمد بن المتوكّل، فبعث سليمان إليه فأحضره داره، وسمع من ببغداد من الجند والغوغاء بالخبر، فاجتمعوا إلى باب سليمان وضجّوا فخوطبوا أنّه لم يرد علينا خبر نثق به. فانصرفوا إلى يوم الجمعة وخطبوا للمعتزّ. فلمّا كان يوم السبت اجتمعوا وهجموا على دار سليمان فى داره وسألوه أن يريهم أبا أحمد بن المتوكّل فأظهره لهم. ثمّ وعدهم أن يصير إلى محبّتهم إن تأخّر عنهم ما يحبّونه فأكّدوا عليه فى حفظه وانصرفوا عنه.
ثمّ قدم بارجوخ ومعه ثلاثون ألف دينار لإعطاء الجند. فضجّ الناس ورجع بارجوخ ووقعت الفتنة والعصبية ببغداد، وقصد دار سليمان وكان قد شحنها بمن يحفظها. فحاربهم أهل بغداد فى شارع دجلة وعلى الجسر، فقتل خلق وغرق خلق. ثمّ وجّه إلى بغداد مال رضوا به، وبايع الناس واستقامت الأمور وسكنت الفتنة.
وفى شهر رمضان من هذه السنة ظهرت قبيحة ودلّت على الأموال التي لها والذخائر والجواهر.
[ذكر سبب ظهور قبيحة [٤٣٨]]
كانت قبيحة قدّرت الفتك بصالح بن وصيف وواطأت على ذلك النفر من