هؤلاء. ولما ظهر له من ثبات الديلم واضطراب أصحابه ومضى نحو فارس.
وملك علىّ بن بويه إصبهان فقوى شأنه وكبر فى عيون الناس لأنّه هزم بمائتين من أصحابه ألوفا وألوفا من أصحاب السلطان. وبلغ ذلك مرداويج فأقلقه ودبّر فى أمرهم تدبيرا لم يتمّ له.
ذكر حيلة مرداويج التي لم تتمّ له
أشفق مرداويج أن يستأمن أصحابه إلى علىّ بن بويه لما يسمعون من إقباله ولما انتشر من صيته وفيض عطائه، ولأنّ سيرة مرداويج كانت سيرة صعبة لا يسكن إليها أحد ولا يصبر عليها من له نفس أبيّة. فرأى أن يراسل علىّ بن بويه بعتاب وتأنيس ويرفق به ويستدعى جوابه. وضمن ضمانات له يرغب فى مثلها. ووجّه فى أثره أخاه وشمكير فى عسكر عظيم كثيف قوى.
فعلم علىّ بن بويه أنّ الرسالة لا تشبه التأهّب له [٤٤٠] فنذر به فرحل عن إصبهان بعد أن جباها شهرا وتوجّه إلى أرجان وبها أبو بكر ابن ياقوت فانهزم بين يديه إلى رامهرمز من غير حرب ودخلها علىّ بن بويه واستخرج منها أموالا قوى بها.
ووردت عليه كتب أبى طالب زيد بن علىّ النوبندجانى يستدعيه ويشير عليه بالمسير إلى شيراز ويهوّن عنده أمر ياقوت وأصحابه لتهوّره فى جباية الأموال وكثرة مؤونته ومؤنة جنده وثقل وطأتهم على الناس مع فشلهم وخورهم، فأشفق علىّ بن بويه أن يلقى ياقوتا مع صيته وكثرة رجاله وأمواله وحصول ابنه أبى بكر بن ياقوت من ورائه، فأبى علىّ بن أبى طالب وتمنّع عليه ولم يقبل مشورته، فشجّعه أبو طالب وأعلمه أنّه إن توقّف لم يأمن أن يتّفق بين ياقوت ومرداويج أمر يجتمعان له عليه وإنّ أعداءه كثير، ومتى اجتمعوا عليه لم يقم لهم وتمكّنوا بطول الزمان من التدبير عليه، وربّما لحق