للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خلافة المهتدى بالله ابن الواثق]

وفى يوم الأربعاء لليلة بقيت من رجب بويع محمد بن الواثق وسمّى المهتدى بالله، وكنيته أبو عبد الله. ولم يقبل بيعة أحد حتّى أتى بالمعتزّ فخلع نفسه وبايع محمد بن الواثق. وكانت نسخة الرقعة بخلع المعتزّ نفسه:

«بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما شهد عليه الشهود المسمّون فى هذا الكتاب، شهدوا جميعا: أنّ أبا عبد الله بن أمير المؤمنين المتوكّل على الله أقرّ عندهم [٤٣٦] وأشهدهم على نفسه فى صحّة من عقله وبدنه وجواز من أمره طائعا غير مكره، وأنّه نظر فيما كان تقلّده من الخلافة والقيام بأمور المسلمين، فرأى أنّه لا يصلح لذلك ولا يكمل له، وأنّه عاجز عن القيام بما يجب عليه فيها، ضعيف عنه. فأخرج نفسه من الخلافة وبرّأ منها وخلع نفسه وبرّأ [١] كلّ من كانت له فى عنقه بيعة من جميع أوليائه وسائر الناس ممّا كان له فى رقابهم من البيعة والعقود والمواثيق والأيمان بالطلاق والعتاق والصدقة وسائر الأيمان، وحلّلهم من جميع ذلك، وجعلهم فى سعة منه فى الدنيا والآخرة بعد أن تبيّن له أنّ الصلاح له وللمسلمين فى خروجه عن الخلافة والتبرّؤ منها. وأشهد على نفسه بجميع ما فى هذا الكتاب جميع الشهود من


[١] . فى مط: تبرّأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>