للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله أنّه قد علم أنّ الكتب عنده، فأمر المازيار بذلك فطلبت الكتب ووجّه بها مع المازيار إلى إسحاق بن إبراهيم بن مصعب وأمره أن لا يخرج الكتب من يده والمازيار إلّا الى [٢٩٠] يد المعتصم لئلا يحتال المازيار فى الكتب، ففعل إسحاق ذلك فأوصلها من يده إلى يد المعتصم فسأل المعتصم مازيار عن الكتب فلم يقرّ بها فأمر بضربه حتّى مات فصلب إلى جانب بابك.

نهاية الدّرنىّ

فأمّا الدرنىّ [١] فإنّه كان فى نفسه شجاعا بطلا والتقى مع محمد بن إبراهيم بن مصعب، وكان جمع أموالا ورجالا يريد أن يدخل بها بلاد الديلم فلمّا عارضه محمد بن إبراهيم بين الجبل والغيضة والبحر- والغيضة متصلة بالجبل والديلم- حمل الدرنىّ على أصحاب محمد فكشفهم، ثمّ سار معارضة من غير هزيمة ليدخل الغيضة ولم يزل يحمل ويكشف الناس ويقرب من الغيضة حتّى حمل عليه رجل من أصحاب محمد يقال له فند بن حاجيل [٢] فأخذه أسيرا واتبع الجند أصحابه وأخذ جميع ما صحبه من المال والأثاث والدوابّ والسلاح وأمر محمد بقتل أخيه برزجشنس [٣] ودعا الدرنىّ فقطعت يده من مرفقه ومدّت رجله فقطعت من الركبة وكذلك اليد الأخرى والرجل الأخرى فقعد الدرنىّ على استه ولم يتكلّم ولا تغيّر، فأمر بضرب عنقه، فأمّا أصحابه فحملوا مكبّلين.


[١] . فى الطبري (١١: ١٣٠٠) : الدرّى.
[٢] . كذا فى الأصل وآ: فند بن حاجيل. فى تد (٥١٥) : فند بن حاحيل. فى الطبري (١١: ١٣٠٠) :
فند بن حاجته.
[٣] . ما فى الأصل وتد مهمل فى الثلاثة الأولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>