فقال له:
- «يا با محمد! إنك لجريح، وإنك عما تريد لعليل، فادخل الأبيات.» فقال: «يا غلام! أدخلنى، وأبغنى مكانا.» فأدخل ومعه غلام ورجلان. واقتتل الناس بعده، وأقبل الناس في هزيمتهم.
فلما انتهوا إلى الجمل، عادوا قلبا كما كانوا حيث التقوا، وعادوا في أمر جديد، ووقفت الميمنة والميسرة.
وقالت عائشة لكعب بن سور وهو آخذ خطام الجمل:
- «يا كعب: خلّ عن البعير، وتقدّم بكتاب الله، فادعهم إليه.» ودفعت إليهم مصحفا. فاستقبلهم بالمصحف.
وكانت السبائية أمام الناس يخافون أن يجرى الصلح. فاستقبلهم كعب بالمصحف، وعلىّ يزعهم، ويأبون إلّا إقداما، فرشقوا كعبا رشقا [٥٥٤] واحدا، فقتلوه، ورموا الهودج. فجعلت عائشة تنادى:
- «البقية، البقية يا نبىّ الله!» فيأبون إلّا إقداما.
[أول ما أحدثته عائشة]
فكان أول ما أحدثته عائشة حين رأت الناس يأبون إلّا قتالها أن قالت:
«أيها الناس! العنوا قتلة عثمان وأشياعهم.» وأقبلت تدعو، وضجّ أهل البصرة بالدعاء. وسمع علىّ الدعاء، فقال:
- «ما هذه الضجّة؟» قالوا: «عائشة تدعو ويدعون معها على قتلة عثمان.» فأقبل علىّ يدعو ويقول:
- «اللهمّ العن قتلة عثمان وأشياعهم.»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute