للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومضى حسين فى طلب هارون فلقيه وواقعه، فكانت بينهما قتلى وانهزم هارون وأقام وصيف على المخاضة ثلاثة أيّام فقال له أصحابه:

- «قد طال مقامنا بهذا القفر وأضرّ بنا ولسنا نأمن أن يأخذ الحسين الشاري فيكون الفتح له دوننا والصواب أن نمضي فى آثارهم.» فأطاعهم ومضى وجاء هارون منهزما إلى المخاضة فعبر وجاء حسين فى إثره فلم ير وصيفا ولا أحدا من أصحابه ولا عرف لهم خبرا ولا رأى لهم أثرا، وجعل يسأل عن خبر هارون حتّى وقف على عبوره فعبر فى أثره وجاء إلى حىّ من أحياء العرب فسألهم عنه، فكتموا أمره فهمّ بالإيقاع بهم ثمّ. قال:

- «إنّ المعتضد فى إثرى.» فأعلموه أنّه اجتاز بهم فأخذ بعض دوابّهم وترك دوابّه عندهم وكانت قد كلّت وأعيت واتبع أثره فلحقه بعد أيّام والشاري فى نحو من مائة. فناشده الشاري وتوعّده، فأبى إلّا محاربته فحاربه ورمى حسين بن حمدان بنفسه عليه وابتدره أصحاب الحسين، فأخذوه وجاء به إلى المعتضد سليما بغير عقد ولا عهد. فأمر المعتضد حين بلغه الخبر بحلّ قيود حمدان بن حمدون والتوسعة عليه [٥٧٥] إلى أن يقدم ابنه فيطلقه ويخلع عليه.

فلمّا وصل الشاري إلى المعتضد انصرف راجعا إلى بغداد فنزل باب الشماسية، وعبّأ الجيش هناك وخلع على الحسين بن حمدان وطوّقه بطوق ذهب، وخلع على جماعة من أهله وزيّن الفيل وأدخل الشاري عليه مشهرا ببرنس حرير طويل.

[غزو الصقالبة الروم]

وفيها ورد الخبر من طبرستان أنّ الصقالبة غزت الروم فى خلق عظيم،

<<  <  ج: ص:  >  >>