مناجزة الأتراك ولقائهم بالديلم إمّا مناجزة ان ثبتوا له وإمّا مصابرة الى أن يأتيه الغوث من الرىّ وشيراز. وكان استبشر بما اتفق على الأتراك من موت زعيمهم وقدّر أنّهم يضطربون وينتشر أمرهم ثم عرف انتظام أمرهم فتوقف [٤٢٤] عن الإصعاد.
واجتمع الأتراك وزحفوا وعقدوا جسرا بسفن كانت معهم من بغداد وكانت معهم أيضا زبازب كثيرة وجيش للماء وعلى مقدمتهم حمدان بن ناصر الدولة فاستأمن حمدان إلى بختيار بكلّ من معه وعبر من الجانب الشرقي إلى الجانب الغربي فأكرمه بختيار ووصله.
[ذكر السبب فى تسييرهم حمدان مقدمة والسبب فى استئمانه إلى بختيار]
كان حمدان بن ناصر الدولة ببغداد عند حدوث هذه الفتنة. فدعاه سبكتكين إلى طاعته فأجابه وأخذ عليه العهود والمواثيق بالنصيحة والموالاة وإنّما سكن إليه للعداوة التي بينه وبين أبى تغلب ولأنّ أبا تغلب حافظ على مودة بختيار وواصله ونصره وظاهره فأنفذه سبكتكين على مقدمته.
فلمّا توفى سبكتكين كتب إليه ألفتكين يعرفه وفاته وانتصابه فى موضعه ويستدعيه إليه ليستأنفا إيقاع التدبير ويتفقا على المسير.
فاعتقد حمدان حين وقف على هذا الكتاب أنّ أمر الأتراك قد اختلّ نظامه بوفاة سبكتكين وعزم على المصير إلى بختيار وكان عرف أيضا مسير عضد الدولة وخيول ركن الدولة. فأنفذ كتاب ألفتكين الوارد عليه إلى بختيار وأعلمه أنّه سيعود إلى ألفتكين ثم ينحدر إليه واشترط شروطا واقترح اقتراحات. فورد ذلك على بختيار وقد عبر إلى الجانب الغربي ولمّا اجتمع حمدان مع ألفتكين ردّه [٤٢٥] على مقدّمته كما كان فى أيام سبكتكين.