القوّة وبعد اللين إلى الشدّة وبعد الأود إلى الاستقامة وبعد الفتنة إلى السلامة، ثم القادر بالله قدر من صلاحها على ما لم يقدر عليه سواه وسلك من طريق الزهد والورع ما تقدّمت فيه خطاه، فكان راهب بنى العباس حقّا وزاهدهم صدقا. ساس الدنيا والدين وأغاث الإسلام والمسلمين واستأنف فى سياسة الأمر طرائق قويمة ومسالك مأمونة سليمة هي إلى الآن مستمرة والقاعدة عليها مستقرّة لم تعرف منه زلّة ولا ذمّت له خلّة. فطالت أيّامه وطابت أخباره وأقفيت آثاره وبقيت على ذرّيّته الشريفة أنواره رضى الله عنه رضاه عن الائمة المتقين، وجعلها كلمة باقية فى عقبه إلى يوم الدين.»
[حمل ما كان أخذ من دار الخلافة]
وحمل إلى القادر بالله بعض ما كان أخذ من دار الخلافة من الأثاث والأوانى والآلات وجعل كتّابه وحجّابه وحواشيه جميعهم من أصحاب بهاء الدولة، ثم أعاد القادر بالله بعد ذلك حاشية الدار القدماء إلى مواضعهم. وكان مدة مقامه [٣٠١] بالبطيحة من يوم وصلها إلى يوم خرج منها سنتين وأحد عشر شهرا.
[توقير أخت بهاء الدولة]
فأمّا أخت بهاء الدولة التي كانت فى حبال الطائع لله فإنّ دارها حرست يوم القبض من النهب. ثم نقلت إلى دار بمشرعة الصحراء أقامت فيها موقّرة إلى أن توفّيت.
وفى هذه السنة ورد الخبر بوفاة سعد الدولة أبى المعالي ابن سيف الدولة