للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلمّا انحدر أبو نصر سابور إلى واسط هرب إلى البطيحة فوجد أعداء أبى نصر خواشاذه طريقا إلى السعى فحسّنوا لبهاء الدولة القبض عليه.

فتأمّل هذه الآراء الطريفة والأهواء العجيبة فى تقارب ما بين القبض والإطلاق والعزل والتولية حتى صار الأمر عجبا والجد لعبا. على أنّ الحياة الدنيا لعب ولهو ولكن فى اللعب مستقيم ومختلّ.

وهذا من المختل الذي تخالفت أعجازه وبواديه، وتناقضت أواخره ومباديه. فهل ترى فى جميع ما شرد من أخبار الدولة البهائية نظاما مستقيما تحمد سلوك مذاهبه وتدبيرا جيّدا ينتفع بمعرفة تجاربه؟

كلّا فجميعه واهي الأسباب وما يجرى فيه من صواب فإنّما هو بالاتّفاق.

ونعود إلى سياقة التاريخ.

وفيها سار طغان والغلمان من واسط إلى خوزستان.

[شرح ما جرى عليه أمره فى هذا الوجه وظفرهم بعساكر صمصام الدولة وانهزامه من بين أيديهم]

لمّا شارفوا السوس انهزم أصحاب صمصام الدولة عنها ودخلوها [٣٦٥] وتقدّم ارسلان تكين الكركيرى فى سريّة من الغلمان إلى جندي سابور ودفعوا من كان بها وانتشرت الأتراك فى أعمال خوزستان وعلت كلمتهم وظهرت على الديلم بسطتهم.

ووصل صمصام الدولة إلى الأهواز وقد اجتمعت معه جيوش الديلم وبنو تميم وبنو أسد. فلمّا حصل بدستر [١] رحل ليلا على أن يسرى فيكبس معسكر الأتراك.


[١] . كذا فى مد. لعله: بتستر.

<<  <  ج: ص:  >  >>