وفيها لقى بإصبهان غلام لعلّى بن وهسوذان الديلم وكان يتقلّد أعمال المعاون بها أحمد بن سياه عامل الخراج بها، أنفذه صاحبه إليه فى حاجة، واتفق أنّه لقيه وهو [١٠٦] راكب، فكلّمه فى الحاجة، فاشتدّ ذلك على أحمد بن سياه، وقال له:
- «يا مؤاجر تخاطبني فى حاجة على ظهر الطريق؟» فانصرف الغلام إلى مولاه محفظا، وحدّثه بما جرى، فقال له:
- «صدق فيما قال، ولولا أنّك مؤاجر لضربت رأسه بالسيف لمّا خاطبك بذلك، فعاد الغلام ووجد أحمد بن سياه منصرفا فعلاه بالسيف وقتله، فأنكر السلطان ذلك عليه وصرف علىّ بن وهسوذان لأجل ذلك من إصبهان بأحمد بن مسرور البلخي، فاستأذن علىّ بن وهسوذان فى الانصراف إلى بلد الديلم، فأذن له، ثمّ سأل بعد ذلك فى أمره مونس الخادم فرضي عنه وأقام بنواحي الجبل.
وفيها قدم محمّد بن علىّ بن صعلوك مدينة السلام وهو ابن عمّ صاحب خراسان مستأمنا فخلع عليه.
[زبزب على السطوح وحيلة للسلطان]
وفيها فى فصل الصيف تفزّعت العامّة من حيوان كانوا يسمّونه الزّبزب، [١]
[١] . فى الأصل ومط: الرّبرب (بالرائين المهملتين. فى مط ومد: الزّبزب (بالإعجام) . والزبزب: دابّة كالسنّور، أى الهرّ. والرّبرب: قطيع من بقر الوحش.