للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مال الرجال وأنّه يلزمه منه فى مدّة ولايته كتابة هارون نيّف وعشرون ألف دينار، فأخرجوا الختمات فوجدوا الجهبذ قد احتسب بما صرفه فى أعطيات الرجال ورقا من غير أن يوضع منه شيء لفضل الصرف. فاحتجّ كاتب ابن شيرزاد بأنّ فضل [٢٧٧] الصرف فى ختمة تورد فى أصول الأموال فى آخر باب من أبواب الأصول وهو ما يتوفّر من هذا الباب وغيره من سائر نفقات هارون بن غريب فأخرج ذلك من الختمات.

فلمّا بطل هذان البابان وهما معظم ما كان فى العمل نهض أبو يوسف ومحمّد بن جنّى وقام معهما ابن شيرزاد وأقبل عليه هارون فقال:

- «قد هتكني كاتبي هذا الجاهل الناقص قبّحه الله وقد جنيت على نفسي بصرفك ولكن إن تصرّفت لأحد فعلت وصنعت.» وتهدّده.

فذهب ابن شيرزاد وشرح لعلىّ بن عيسى ذلك فصار ذلك سببا لعناية علىّ بن عيسى به واشتهر حديثه وفاض فى الكتّاب.

وفيها ورد الخبر وكتاب الفارقي من البصرة بأنّه قد اجتاز بباب البصرة ممّا يلي البريّة جيش للقرمطى كثير العدد يقصد الكوفة فكتب المقتدر إلى مونس المظفّر يأمره بالرجوع إلى بغداد فرجع من تكريت ودخل بغداد بعد صلاة العصر بعد أن أنفذ قطعة من جيشه إلى الثغر.

وخرج ياقوت إلى مضربه بالزعفرانيّة متوجّها إلى عمله بفارس.

[القبض على ابن أبى الساج وتقليد الحسن بن هارون]

وفى هذه السنة قبض يوسف بن أبى الساج على كاتبه [٢٧٨] أبى عبد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>