للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى إنّه كتب إليه فى بعض كتبه البيت الذي كتب به عثمان إلى أمير المؤمنين علىّ صلوات الله عليه: [١] فإن كنت مأكولا فكن خير آكل وإلّا فأدركنى ولمّا أمزّق فأمّا أبو تغلب فسار بجميع عسكره بعد أن كان قدّم أخاه الحسين كما كتبنا خبره فيما تقدّم، وصار إلى مدينة السلام فألفاها مفتتنة بالعيارين فقمعهم وقتل جماعة منهم وحمل من بغداد إلى الموصل أشياء كثيرة ظفر بها من آلات فاخرة وأنقاض جليلة وذخائر وودائع.

وأمّا عضد الدولة فإنّه سار بعد ما ذكرته من التوقف والإبطاء، واجتمع مع أبى الفتح ابن العميد بالأهواز.

[ذكر السبب فى رجوع ألفتكين إلى بغداد وهرب أبى تغلب عنها إلى الموصل]

لما سمع ألفتكين بخبر عضد الدولة وحصوله بالأهواز نخب قلبه ورأى أن يحصل ببغداد ويجعلها [٤٢٧] وراء ظهره وتكون حربه على ديالى.

قال صاحب هذا الكتاب:

كنت فى جملة السائرين من الرىّ فى صحبة أبى الفتح ابن العميد وما كان إشفاقنا ولا حذرنا كلّه إلّا من سبق الأتراك إيانا إلى أسفل واسط إلى الموضع المعروف بباذبين وأن يجعلوا النهر وراءهم مع المدينة والميرة وأن يتركونا حتى نقطع إليهم مفازة بنج وبنج [٢] ونلقاهم على إعياء وكلال وليس وراءنا عمارة ولا نجد ما ننزل عليه فإن طاولونا أياما كان الهلاك وإن ناجزونا حين ورودنا كانوا جامّين مستريحين ونحن على حال تعب وضعف


[١] . راجع كتاب الإمامة والسياسة ١: ٥٨. (مد)
[٢] . ما فى مط مهملة تماما.

<<  <  ج: ص:  >  >>