للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرح الحال فى هربه من القلعة عند اعتقاله أولا فيها وحصوله عند الديواني [١] وعوده الى شيراز بعد التوثقة التي أعطيها وما جرى عليه أمره الى أن قبض عليه ثانيا وردّ الى القلعة وكلّ ذلك على ما [٨٩] حدّثنى به أبو نصر بشر بن إبراهيم السنى كاتب الموفق

قال أبو نصر: لما حصل الموفق فى القلعة أولا ردّ الأمر فى التوكل به وحفظه، إلى أبى العباس أحمد بن الحسين الفراش وكانت فيه غلظة وفظاظة وقد عرف من رأى بهاء الدولة ووسطائه فيه ما يدعو إلى التضييق عليه وإساءة المعاملة له. فاعتقله فى حجرة لطيفة وتركه فى وسط الشتاء وشدة البرد بقميص واحد وكساء طبرى حتى أشفى على التلف.

ولما فعل هذا الفعل به اختار الموت على ما يقاسيه وحمل نفسه على الأشدّ فى طلب الخلاص منه واستمال الموكلين المقيمين معه من قبل أبى العباس الفراش وخدعهم ووعدهم وأرغبهم وراسلني على أيديهم واستدعى منّى طعاما أمدّه به وثيابا ونفقة وكان يأتيه من جهتي ما يريده شيئا شيئا.

وكان يتقدم الموكلين فراش يختصّ بأحمد الفراش ويتميز بفضل الثقة عنده ونفسه ساكنة إلى موضعه فطاوع الموفق وساعده وتردّد فى رقاعه وأجوبتها بيني وبينه واستقرت الموافقة معى على أن أحضر جماعة من أصحاب الديواني وأقيمهم ليلا تحت القلعة ويتدلى الموفق والفراش فى نقب ينقبانه فى بيت ما يتصل بالحجرة التي هو فيها ففعلت ذلك وأحضرت الفرسان بعد ان حصلت عند الموفق على يدي الفراش مبردا يبرد به قيده


[١] . وفى الأصل: ابن الديواني.

<<  <  ج: ص:  >  >>