فلمّا كان يوم الثلاثاء للنصف من شهر ربيع الأوّل سنة ستّ عشرة وثلاثمائة أنفذ هارون ابن غريب للقبض على علىّ بن عيسى فصار هارون إلى دار علىّ بن عيسى ومعه أبو جعفر بن شيرزاد وكان أبو جعفر متعطّلا فى الوقت فوجّه بأبى جعفر إليه لأنّه [٣٠٧] استحيا منه وعرّفه ما أمر فيه. فلمّا أدّى إليه الرسالة قال له:
- «أنا جالس متوقّع له.» وكان قد لبس علىّ بن عيسى خفّا وعمامة وطيلسانا وفى كمّه مصحف ومقراض وسأل هارون أن يصون حرمه وولده ففعل، وحمله مع أخيه أبى علىّ عبد الرحمن إلى دار السلطان فسلّم علىّ بن عيسى إلى زيدان القهرمانة واعتقل عبد الرحمن عند نصر فكانت وزارته هذه سنة واحدة وأربعة أشهر ويومين.
فلمّا كان فى آخر نهار يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر أحدر أبو علىّ ابن مقلة الحاجب فى دار السلطان ولم يصل إلى المقتدر وأقام عند نصر الحاجب فى دار السلطان. وجدّ محمّد بن خلف فى طلب الوزارة وضمن ثلاثمائة ألف دينار [١] معجّلة غير أموال النواحي. فقلق أبو علىّ ابن مقلة لذلك وحضر من غد دار السلطان ولم يصل أيضا.
واجتمعت الألسن على المقتدر بإمضاء أمره وبالذمّ لمحمّد بن خلف، فأمضاه وحضر يوم الخمسين للنصف من الشهر ووصل وخلع عليه وحمل