للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد ذلك وتنادوا.

فأمّا عبد الرحمن فقتل، واشتدّ القتال، وأخذ الراية سلمان بن ربيعة، وخرج بالناس على جيلان إلى جرجان، واجترأ الترك بعدها، ولم يمنعهم ذلك من اتخاذ جسد عبد الرحمن، فهم يستسقون به حتى الآن.

ما جرى بين يزدجرد وآبان جاذويه في الرىّ

ولما انتهى يزدجرد في مسيره بعد جلولاء إلى الرىّ كان عليها آبان جاذويه، فوثب عليه، فأخذه فقال:

- «يا آبان جاذويه، تغدر بى؟» قال: «ولكنّك تركت ملكك وصار في يد غيرك وأريد أن أكتتب على ما كان لى من شيء، وما أردت من غير ذلك [١] وأخذ خاتم يزدجرد [٤٤٤] وكتب الصكاك على الأدم، وسجّل السجلّات بكل ما أعجبه، ثم ختم عليها، وردّ الخاتم. ثمّ أتى بعد سعدا فردّ عليه كلّ شيء في كتابه. واستوحش يزدجرد من آبان وكرهه. فخرج هاربا إلى أصبهان ومعه النار [٢] ، وأراد كرمان. ثم عزم على خراسان ليستمدّ الترك والصين وهو قريب منهم. فأتى مرو، فنزلها، وبنى للنار بيتا، واطمأنّ في نفسه.

[غزو خراسان وهزيمة يزدجرد في بلخ]

وخرج عبد الله بن عامر من البصرة في هذه السنة، وهي سنة إحدى وثلاثين، غازيا إلى خراسان. ففتح نيسابور وطوس ونسّا، حتى بلغ سرخس، وعلى مقدّمته الأحنف بن قيس. فلقيه الهياطلة، وهم أهل هراة، فهزمهم الأحنف، فبعثه


[١] . وفي مط: من غيرك.
[٢] . وفي الطبري (٥: ٢٦٨٢) : فأراد أن يضعها في كرمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>