فيصيح الجوع الجوع إلى أن يسقط ويموت. وكان الإنسان إذا وجد اليسير من الخبز ستره تحت ثيابه وإلّا استلب منه، ولكثرة الموتى وأنّه لم يكن يلحق دفنهم كانت الكلاب تأكل لحومهم. [١٣٤] وخرج الضعفى إلى البصرة خروجا مفرطا متتابعين لأكل التمر فتلف أكثرهم فى الطريق ومن وصل منهم مات بعد مديدة.
ووجدت امرأة هاشمية قد سرقت صبيا فشوته وهو حىّ فى تنوّر فأكلت بعضه وظفر بها وهي تأكل البعض الباقي فضربت عنقها. وكانت الدور والعقارات تباع برغفان ويأخذ الدلال بحق دلالته بعض ذلك الخبز. ووجدت امرأة أخرى تقتل الصبيان وتأكلهم ثم فشا ذلك فقتلت عدّة منهنّ.
ولمّا زالت الفتنة ودخلت الغلات الجديدة انحلّ السعر.
[توالى الناظرين فى أعمال الخراج]
ولما استتر ابن شيرزاد نظر أبو جعفر فيما كان ينظر فيه ابن شيرزاد ثم قلد الأمير معز الدولة والصيمري الحسن بن على بن مقلة ما كان أبو جعفر ينظر فيه من أعمال الخراج وجباية الأموال.
شغب الديلم على معزّ الدولة
وفى هذه السنة شغب الديلم على معز الدولة شغبا قبيحا وكاشفوه بالإسماع وخرقوا عليه بالسفه الكثير فضمن إطلاق أموالهم فى مدة ضربها لهم فاضطرّ إلى خبط الناس واستخراج الأموال من غير وجوهها.
فاقطع قوّاده وخوّاصه واتراكه ضباع السلطان وضياع المستترين وضياع