الدراهم فكانت مع خمسين رجلا وأمّا صرر الدنانير فكانت من حرير أحمر مع عشرين رجلا ليفرّق بينهما، وكانت أكياس الورق بيضاء. ثمّ ابتدأت خزائن الفرش على البغال فلم أحصها، وتبعها جنائب الدوابّ بمراكب ذهب وفضة وجلال ثم تبعها الجمال مزيّنة موقّرة بآلات الفرش الثقيل والخيم والخركاهات والشُّرع والسرادقات. فكانت كثيرة حسنة لم أر مثلها هدية فى وقت واحد يسمح بها.
[ذكر السبب فى هزيمة إبراهيم من آذربيجان على تلك الصورة القبيحة ووروده إلى حضرة ركن الدولة]
لما انهزم إبراهيم من بين يدي إسماعيل بن وهسوذان وأبى القاسم ابن ميشكى إلى أرمينية ابتدأ فى أهبة أخرى واستعداد آخر فبالغ واجتهد وكاتب ملوك أطرافه من الأرمن وغيرهم وجمع الأكراد واستصلح ناحية جستان بن شرمزن ورغب الناس فى [٢٨٢] الولايات والاقطاعات وبذل خطّه لهم بها.
واتّفق أن توفّى إسماعيل بن وهسوذان فسار إبراهيم إلى أردبيل وملكها وانصرف ابن ميشكى مع جماعة إلى طاعة وهسوذان فزحف إبراهيم إلى الطّرم منازعا عمّه وطالبا بثأر أخويه جستان وناصر فأحجم وهسوذان عن لقائه والثبات له وشجّعه أبو القاسم ابن ميشكى فأبى عليه ورأى أن يسير إلى بلاد الديلم، فسار معه أبو القاسم بن ميشكى ودخل إبراهيم إلى أعماله فخبط أسبابه ودوّخ دياره وبحث عن أمواله وبالغ فى الإضرار به مدة ثم عاد إلى آذربيجان.
وجمع وهسوذان وابن ميشكى الرجال من سائر بلدان الديلم فاحتفلا واحتشدا ورجعا إلى الطرم وسار أبو القاسم ابن ميشكى إلى آذربيجان وقد