كتاب تجارب الأمم وتعاقب الهمم

خلافة المتقى لله أبى إسحاق إبراهيم بن المقتدر بالله - ودخلت سنة ثلاثين وثلاثمائة - ج: 6 - ص: 53

فلم يسلم منهم [٥٤] إلّا رجل يقال له: خذاكرد، [١] وقع بين القتلى وحمل فى جملة المقتولين فى الجوالقات إلى دجلة ورمى به مع غمرة [٢] فعاش مدّة طويلة بعد ذلك.

وكان ابن رائق استأسر [٣] من قوّاد الديلم بضعة عشر قائدا. فوجّه بهم إلى دار فاتك حاجبه وأمره بضرب أعناقهم فضربت أعناقهم صبرا فى داره.

وكان من المنهزمين من الديلم قوم مضوا فى الهزيمة إلى طريق خراسان.

فلمّا تجاوزوا جسر النهروان باتوا فى بعض الخانات، فسقط عليهم الخان بالليل فمات أكثرهم.

ولمّا كان يوم الثلاثاء لأربع بقين من ذى الحجّة خلع المتقى لله على ابن رائق وطوّقه وسوّره بطوق وسوار مرصّعين بالجوهر وعقد له لواء وقلّده إمرة الأمراء وألزم أبو جعفر الكرخي بيته وكانت وزارته هذه ثلاثة وخمسين يوما.

ودبّر الأمور أبو عبد الله أحمد بن علىّ الكوفي كاتب الأمير أبى بكر ابن رائق من غير تسمية بوزارة وأطلق أبو إسحاق القراريطى إلى منزله، ووجد كورنكيج فأخذ وحمل إلى دار السلطان.

[ودخلت سنة ثلاثين وثلاثمائة]

واستوحش ابن رائق من بنى البريدي لأنّهم ما حملوا شيئا من مال واسط والبصرة. فلمّا كان يوم الثلاثاء لعشر خلون من المحرّم انحدر ابن رائق وهرب البريديون إلى البصرة وسفر بينهم [٥٥] الكوفي إلى أن ضمن البريدي

---

[١] . وفى مط: حنداكرد، بدل «خذاكرد» .
[٢] . وفى مط: غيره، بدل «غمرة» . وفى مد أيضا: غمرة.
[٣] . استأسر: كذا فى الأصل. والمثبت فى مد: استامر (خلافا للأصل) . وفى مط: قد أمر.