للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلقيه وسلّم عليه وانصرف، ولم يعد إليه ولا اجتمعا إلّا فى الموكب وعلى سبيلهما الأولى فى التحرز ونشأت بينهما ظنون سيئة وبلاغات منكرة ووجد الأعداء والمتسوقون [١] طريقا سهلا فى الشر فسلكوه فعادا إلى التنافر.

[٣٩٩]

ذكر سبب قوىّ فى عودهما إلى الحال الأولى من العداوة

اجتاز ديلمى من سقط الجند سكران فى فناء [٢] دار سبكتكين الحاجب فيما يلي دجلة وهو نائم فرمى الديلمي أحد صوالجة الروشن بزوبين كان معه فأثبته فيه على سبيل العبث فظنّ سبكتكين أنّه مدسوس عليه ليرميه فتقدم بأخذه فأخذ وسئل واستقصى عليه فلم يكن لذلك الظنّ أصل فأمر بإنفاذه إلى بختيار وتعريفه ما كان منه فلمّا حصل بحضرته أمر بقتله فقتل، وتحرك الديلم وأنكروه واستشنعوا فعله وشغبوا وحملوا السلاح ولزموا موضع الشغب ثلاثة أيام ثمّ استعطفوا فرجعوا إلى منازلهم والقلوب نافرة.

[ودخلت سنة ثلاث وستين وثلاثمائة]

[خروج بختيار إلى الموصل]

وفيها خرج بختيار إلى الموصل طمعا فى تناول بعض ما فى تلك الأعمال والاتّساع به وحرصا على التصيّد فى طريقه.


[١] . يعنى السعاة. قال أبو العلاء المعرى فى اللزوميات (١: ٢١) : ولا تقبلوا من كاذب متسوق (مد) .
[٢] . قال فى حواشي مد: «قد سقط شيء.» وليس كذلك، فالعبارة مستقيمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>