للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيرازى يتخبر للقرمطى ويكاتبه. فأنفذ معه جماعة فقبض عليه وحمل إلى دار السلطان وناظره علىّ بن عيسى بحضرة القاضي أبى عمر والقوّاد وقال:

- «أنا صاحب أبى طاهر وما صحبته إلّا على انّه على حقّ وأنت وصاحبك ومن يتبعكم كفّار مبطلون ولا بدّ لله فى أرضه من حجّة وإمام عدل وإمامنا المهدىّ فلان بن فلان بن إسماعيل بن جعفر الصادق وليس نحن مثل الرافضة الحمقى الذين يدعون إلى غائب منتظر.» فقال له علىّ بن عيسى:

- «اصدقنى عمّن يكاتب القرمطى من أهل بغداد والكوفة.» قال: «ولم أصدقك عن قوم مؤمنين حتّى أسلّمهم إلى قوم كافرين فيقتلونهم؟ [٣٠٢] لا أفعل ذلك أبدا.» فأمر بصفعه بحضرته وضربه بالمقارع وقيّده وغلّه بغلّ ثقيل [١] وجعل فى فمه سلسلة وسلّمه إلى نازوك وحبسه فى المطبق فمات بعد ثمانية أيّام لأنّه امتنع من أن يأكل ويشرب حتّى مات وشغب الجند.

ودخلت سنة ستّ عشرة وثلاثمائة

ودخل مونس المظفّر بغداد من الأنبار ودخل بعد نصر وذلك يوم الخميس لثلاث خلون من المحرّم وكان الجند قد شغبوا بالأنبار لطلب الزيادة فى أرزاقهم فأقاموا ببغداد على مطالبتهم، فزيد كلّ واحد منهم دينارا وأنفق فيهم على الزيادة.

وورد الخبر بدخول أبى طاهر القرمطى الدالية من طريق الفرات فلم يجد فيها شيئا وقتل من أهلها جماعة ثمّ سار إلى الرحبة فدخلها بعد أن حارب


[١] . ما فى الأصل غير واضح. فى مد: ثقيف. وفى مد: ثقيل، كما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>