وورد الخبر بأنّ أبا عبد الله ابن الداعي لمّا وصل إلى بلد الديلم اجتمع إليه منهم عشرة آلاف رجل وأنّ ابن الناصر العلوي هرب من بين يديه. ثمّ أوقع بقائد كبير من قوّاد وشمكير وأنّه تلقّب بالمهدى لدين الله.
[بين الروم وأهل طرسوس]
وورد الخبر بأنّ نقفور ملك الروم بنى بقيساريّة مدينة [٢٧١] وهي تقرب من [بلاد] الإسلام فأقام بها ونقل إليها عياله ليقرب عليه ما يريد من بلدان الإسلام وأنّ أهل المصيصة وطرسوس أنفذوا إليه رسولا يسألونه أن يقبل منهم إتاوة يؤدونها إليه على أن ينفذ إليهم صاحبا له ليقيم فيهم. فعمل على إجابتهم إلى ذلك.
فورد عليه الخبر بأن أهل هذه البلدان قد ضعفوا جدّا وأنّه لا ناصر لهم ولا دافع له عنها وأنّه لم تبق أقوات وأنّه قد آل الأمر بأهل طرسوس إلى أكل الكلاب الميّتة [١] وأنّه يخرج منها فى كل يوم ثلاثمائة جنازة.
فانصرف رأيه عمّا كان عمل عليه وأحضر رسولهم وضرب له مثلا وقال:
- «مثلكم مثل الحية فى الشتاء إذا لحقها البرد وذبلت وضعفت حتى يقدّر من رآها أنّها قد ماتت فإن أخذها انسان وأحسن إليها وأدفأها انتعشت
[١] . الميّتة: بتشديد الياء. فلا لزوم لزيادة واو العطف، كما نراه فى مد.