الهيجاء عبد الله بن حمدان من الجبل وصار إلى مونس المظفّر وما زالت المراسلات تتردد بين مونس والمقتدر. [٣١٢]
[ودخلت سنة سبع عشرة وثلاثمائة]
ذكر فتنة نازوك وأبى الهيجاء التي أدّت إلى خلع المقتدر وذكر قتلهما ورجوع المقتدر بالله إلى الخلافة
لمّا كان يوم السبت لثمان خلون من المحرّم خرج مونس المظفّر إلى الشمّاسيّة وخرج الجيش معه وركب نازوك من داره فى غلمانه وأصحابه فى السلاح. فلمّا وصل إلى الجسر وجده مقطوعا فأقام بمكانه إلى أن أصلح وعبر هو وأصحابه عليه وصاروا إلى مونس وخرج أبو الهيجاء ابن حمدان إليه وسائر القوّاد، ثمّ انتقلوا من باب الشمّاسيّة إلى المصلّى وشحن المقتدر داره بهارون بن غريب وأحمد بن كيغلغ والحجريّة والرجّالة المصافيّة. فلمّا كان آخر النهار انفضّ أكثر من كان فى دار السلطان وصاروا إلى مونس وصرف مونس نحرير الصغير عن الدينور وردّها إلى أبى الهيجاء مضافة إلى أعماله.
وراسل مونس المقتدر بأنّ الجيش عاتب منكر للسرف فيما يصير إلى الخدم والحرم من الأموال والضياع ولدخولهم فى الرأى والتدبير ويطالبون بإخراجهم من الدار [٣١٣] وإبعادهم وأخذ ما فى أيديهم.
فكتب المقتدر إلى مونس رقعة نسختها:
- «بسم الله الرحمن الرحيم، أمتعنى الله بك ولا أخلانى منك ولا