للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ثمّ قلت فى نفسي أنصرف وأسلّم هذا الأمر. فلم تطب نفسي وقلت لفاتك حاجبي: استوقف الناس. فاستوقفهم فلم يقفوا حتّى بادر إلى بغل من بغال النقل فعرقبه. [٥٣] فوقف حينئذ الناس وعبرت نحو من مائة رجل من أصحابى مع محمّد بن جعفر النقيب على الظهر إلى الجانب الشرقي وعبرت أنا فى سميريّة ومعى سباشى الخادم التركي ونحو من عشرين سميريّة فيها غلمان، واتفق مجيئي مجيء أصحابى على الظهر فى وقت واحد. فلمّا رشقنا [١] الديلم بالنشاب سمعوا من ورائهم الزعقات من أصحابى ومن العامّة، فاضطربوا ونخبت قلوبهم وقدّروا أنّ الجيش قد وافاهم من خلفهم وأنّهم قد ملكوا ظهورهم فانهزموا وأخذهم الرحمة من العامّة وطرحت السُّتر عليهم وهرب كورنكيج واستتر. وقيل: ما عرف أصحابه أىّ طريق أخذوا وثبت أمرنا.

[ذكر الخبر عن قتل الديلم وإمارة ابن رائق]

لمّا استتر كورنكيج وتقطّع جيشه وبطل أمره ظهر أبو عبد الله أحمد بن علىّ الكوفي لابن رائق وعاد إلى خدمته. وأمر ابن رائق بقية الديلم المستأمنة بطرح أسلحتهم وأنفذ خاتمه إلى جماعة منهم كانوا تحصّنوا فى حصن بالقرب من جسر النهروان فرجعوا ودخلوا الدار المعروفة بدار الفيل فكانوا نحو أربعمائة رجل لم يجسروا أن يتفرّقوا.

فلمّا كان يوم الإثنين لخمس بقين من ذى الحجّة وجّه ابن رائق برجّالته [٢] السودان إلى دار الفيل ووضعوا السيف فيمن اجتمع هناك من الديلم فقطعوهم


[١] . كذا فى الأصل: رشقنا. فى مط: رشقوا.
[٢] . وفى مط: برجال.

<<  <  ج: ص:  >  >>