كرمان. فتوجّه من النوبندجان إلى إصطخر ومنها إلى البيضاء وياقوت يتبعه بجميع عسكره ويقفو أثره. وانتهى بعلىّ بن بويه المسير إلى قنطرة كان الطريق عليها إلى كرمان، فسبقه ياقوت إلى القنطرة وحال بينه وبين عبورها واضطرّه إلى الحرب.
[ودخلت سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة]
وابتدأت الحرب يوم الثلاثاء لثلاث عشرة بقيت من جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين، وأصبحوا يوم الأربعاء على أشدّ ما تكون الحرب. فاستدعى علىّ بن بويه أصحابه ليلة الخميس وأعلمهم أنّه يترجّل معهم ويقاتل كأحدهم ووعدهم ومنّاهم واستوثق منهم الأيمان فى الثبات والجهاد والجدّ.
ذكر اتفاق جيّد اتّفق لعلىّ بن بويه ورديء جدّا على ياقوت مع تدبير سيّئ وتسرّع من ياقوت غير صواب
أمّا التدبير السيّئ الذي استعمله ياقوت وتسرّع فيه فإنّه استأمن إليه من أصحاب علىّ بن بويه [٤٤٣] رجلان من وجوه الديلم فحين وقفت عينه عليهما أمر بضرب أعناقهم وتيقّن الديلم أنّه لا أمان لهم عنده، فشحذ ذلك بصائرهم وجاهدوه جهاد المستقتلين.
وأمّا الاتفاق الذي اتّفق عليه، فإنّه باكر الحرب يوم الخميس وقدّم على مصافه رجّالة كثيرة من أصحابه يحاربون بمزاريق النفط والنيران. فانقلبت الريح واشتدّت للوقت فاحترق شيء من مصافّ ياقوت وأكبّ الديلم على أولئك الرجّالة فقتلوهم وانهزم الفرسان وزحف الديلم على تعبيتهم.