للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسئل سلم بن فرقد حاجبه:

- «إلى أين أراد أبو جعفر يذهب لو دهمه أمر؟» قال: «كان عزم على إتيان الرىّ.» [٤٥٤] فبلغني [١] أنّ نيبخت المنجّم دخل على أبى جعفر، فقال له:

- «يا أمير المؤمنين، الظفر لك، وستقتل إبراهيم.» فلم يقبل ذلك منه. فقال له:

- «احبسنى عندك، فإن لم يكن الأمر كما قلت فاقتلني.» فبينا هو كذلك إذ جاءه الخبر بهزيمة إبراهيم، فتمثّل ببيت معمر [٢] البارقىّ:

فألقت عصاها واستقرّ بها النّوى ... كما قرّ عينا بالإياب المسافر

وأقطع نيبخت ألفى جريب بنهر جوبر.

[رأس إبراهيم بين يدي أبى جعفر وما جرى إذ ذاك]

ويقال: إنّ أبا جعفر لمّا أتى برأس إبراهيم فوضع بين يديه، بكى، ثمّ قال:

- «أما والله لقد كنت كارها لهذا، ولكنّى ابتليت بك، وابتليت بى.» وحكى صالح، مولى المنصور: أنّ المنصور لمّا أتى برأس إبراهيم بن عبد الله وضعه [٣] بين يديه، وجلس مجلسا عامّا، وأذن للناس، وكان الداخل يدخل فيسلّم ويتناول إبراهيم فيسيء فيه القول، ويذكر منه القبيح التماس رضى أبى جعفر، وأبو جعفر ممسك متغيّر لونه، حتّى دخل جعفر بن حنظلة


[١] . انظر الطبري (١٠: ٣١٧)
[٢] . فى الطبري (١٠: ٣١٧) المعقّر. وفى حواشيه: معمر.
[٣] . فى الأصل: ووضعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>