والجاه. فالصواب أن تفرّق ما معك على هؤلاء الديلم [٤٤٢] الذين هم عندك وتأخذهم وتمضى إلى شيراز وتسيّر صمصام الدولة إلى الأهواز وتخلصه من الخطر الذي قد أشرف عليه. فإنّك إذا فعلت ذلك أحييت الدولة وقضيت حق النعمة وتقربت الرجال إلى قلوب رجالنا المقيمين هناك. ومتى لم تقبل هذه المشورة وثب هؤلاء الديلم عليك ونهبوك وحملوك إلى ابني بختيار، فلا المال يبقى ولا النفس تسلم.» فشحّ أستاذ هرمز بما معه وغلب عليه حب المال فغطى على بصيرته حتى صار ما أخبر به حقا: فنهب داره واصطبله ونجا بنفسه واستتر فى البلد، فدلّ عليه وأخذ [١] وحمل إلى ابن بختيار ثم احتال لنفسه فخلص من يده.
[ذكر ما جرى عليه أمر صمصام الدولة بعد خروج ابني بختيار إلى أن قتل]
لمّا أظلّه من أبى نصر ابن بختيار ما لا قوام له به، أشار عليه خواصه ونصحاؤه بصعود القلعة التي على باب شيراز وقالوا له:
- «إنّك إذا حصلت فيها تحصّنت بها، وكان لك من الميرة والمادة ما يكفيك الشهر والشهرين ولم تخل من أن ينحاز إليك من الديلم من يقوى به أمرك.» فعزم على ذلك وحاول الصعود [٤٤٣] إليها فلم يفتح له المقيم فيها، فازداد تحيرا فى أمره. فقال له الجند وكانوا ثلاثمائة رجل:
- «نحن عدّة وفينا قوة ومنعة وينبغي أن تقعد أنت ووالدتك فى عمارية