وفى يوم الاثنين لأربع خلون من ذى الحجّة من هذه السنة ورد كتاب علىّ بن خلف بن طناب إلى الخصيبى يذكر فيه مصير رجل من وجوه قوّاد الديلم الذين كانوا مع مرداويج إلى نواحي أرّجان يقال له علىّ بن بويه [٤٣٣] وأنّ هذا الرجل كان ضامنا لنواحى ماه البصرة فانكسر عليه مال لمرداويج ففزع منه وعصى عليه وصار فى أربعمائة من الديلم إلى أرّجان [١] وتغلّب عليها.
ذكر السبب فى ظهور علىّ بن بويه والاتّفاقات التي اتّفقت له حتّى ملك ما ملك
كان أبو الحسن على بن بويه وأخوه أبو علىّ الحسن بن بويه من قوّاد ما كان بن كاكى ولم يزل الحال بين ما كان وبين مرداويج جميلا منذ اتفقا على قصد أسفار بن شيرويه وانصرافه عن قلعة سميران بالطرم وكانا يتهاديان ويتلاطفان إلى أن قتل مرداويج أسفار كما كتبنا أخبارهما فيما تقدّم وملك نواحي الرىّ والجبل واستعلى أمره وقوى بالمال والرجال.
وقصد ما كان نواحي آمل وطبرستان فملكها وامتدّ إلى نيسابور عند انصراف نصر بن أحمد صاحب خراسان عنها واشتغاله بأخويه الخارجين عليه. فلمّا فرغ من استصلاح خراسان عاد إلى نيسابور وراسل ما كان يسأله أن يعود إلى مكانه وأن يفرج عن نيسابور ويلطف له ويستبقى الحال بينهما.
ففعل ما كان ذلك وعاد إلى جرجان وطبرستان.
[١] . أرّجان، أو أرغان كما يسمّيها العجم، مدينة كبيرة كثيرة الخير، بها نخل وزيتون وفواكه الجروم والصرود، وهي من كورة فارس (مراصد الإطلاع) .