للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابتدأت الحال [١] تنقدح بينه وبين مرداويج على طريق التحاسد والتباغي فاستدعى [٤٣٤] مرداويج خلفاءه بالجبل وإصبهان وسائر نواحيه وجميع جيوشه وسار إلى ما كان فثبت له ما كان واستظهر عليه مرداويج وهزمه وملك طبرستان ورتب فيها بلقسم بن بلحسن [٢] وكان اسفهسلاره ومدبّر جيشه وكان رجلا نجدا جيّد الرأى فى الحرب. ثمّ مضى إلى جرجان وكان فيها من قبل ما كان شير زيل بن سلّار وبأعلى بن تركي، فهربا جميعا وملكها مرداويج ورتّب فيها سرخاب بن بلوس على خلافة بلقسم بن بلحسن لأنّ سرخاب خال ولد بلقسم. فجمع بلقسم جرجان وطبرستان وعاد إلى إصبهان ظافرا غانما. ثمّ قصد ما كان أبا الفضل الثائر مستنجدا له فأكرمه وعظّمه، ثمّ سار معه بنفسه إلى طبرستان وبها بلقسم بن بانجين وكان مستعدّا لهما فبرز إليهما وتحاربوا فانهزم الثائر وما كان جميعا.

فأمّا الثائر فعاد إلى بلده بالديلم وأمّا ما كان فامتدّ على طريق الساحل مفلولا ضعيفا حتّى ورد جرجان ثمّ منها إلى نيسابور قاصدا بها أبا علىّ أحمد بن محمّد بن محتاج صاحب جيش خراسان فدخل فى طاعته واستنجده. وأقام بلقسم بن بالحسن بجرجان إلى أن بلغه مسير أبى على أحمد بن محمّد بن محتاج إليه مع ما كان فكتب إلى مرداويج يستمدّه [٤٣٥] فأمدّه بأكثر عسكره ووجوه أصحابه وبالغ فى تقويته. ووافى ابن محتاج وما كان فبرز إليهما وواقعهما فظهر عليهما وهزمهما فانصرفا إلى نيسابور.

ثمّ كرّ ما كان كرّة أخرى على نواحي الدامغان طامعا فى أن يستولى عليها


[١] . الحال: كذا فى الأصل ومط، وهو صحيح، فلا لزوم لما جاء فى حواشي مد حيث قال: «لعله نار» .
[٢] . بلحسن: ما فى الأصل: بالقسم بن بالحسن. وفى كتاب العيون: أبو القاسم بن أبى الحسن (حواشي مد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>