للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبرنا على حذر من كمين أو مكيدة.

فبينا نحن نسير وأنا إلى جانب ركن الدولة وقد تعمّد ركوب دابّته فيروز ليصدّق رؤياه إذ صاح الأمير بغلام بين يديه:

- «يا غلام ناولني ذلك الخاتم.» فتطأطأ وناوله من الأرض خاتم فيروزج: فأخذه ولبسه فى سبّابته والتفت إلىّ وقال:

- «هذا بلا تأويل هو الخاتم الذي حدّثتك بحديثه منذ ساعة.» فهذا من طرائف الأخبار ولولا صدق محدّثه وجلالة قدر من حكاه لى وبعده عن التزيد لما سطّرته فى كتابي هذا. [١]

[من حوادث هذه السنة]

وفيها تمّ الصلح بين معزّ الدولة وبين عمران بن شاهين وقلّده معزّ الدولة [١٩٠] البطائح وأطلق أخوته وعياله وأطلق عمران بن شاهين من استأسر من القوّاد وغيرهم.

فأمّا ابن قراتكين فإنّه عاود حرب الأمير ركن الدولة وجرت بينهما وقائع عظيمة بناحية الرىّ ومات ابن قراتكين فجأة وكان سبب وفاته أنّه كان شرب أيّاما متوالية بلياليها فأصبح يوما ميتا وذلك فى شهر ربيع الآخر من هذه السنة.

وفيها انهزم صاحب عمان من باب البصرة من بين يدي أبى محمّد المهلّبى وأسر جماعة من أصحابه وأخذت عدّة من مراكبه ودخل أبو محمّد المهلّبى بغداد ومعه المراكب والأسارى.


[١] . انظر مقدمة مسكويه، حيث يشير إلى منهجه فى كتابة التاريخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>