- «ما قتلني إلّا جرع الغيظ التي تجرّعتها منه.» ومما حصّلته عنه فى وجهه هذا وقد سألته عن عاقبة أمر حسنويه معه وهل إلى استئصاله سبيل فقال:
- «أمّا بهذه [٣٤٨] السرعة وفى هذا الزمان فلا، ولكنا سنعود عنه ونحن كما كنّا وزيادة شيء، ويعود حسنويه وهو كما كان ونقصان شيء، ثم يدبر أمره على الأيّام.»
[وفاة ابن العميد بهمذان وانتصاب ابنه أبى الفتح مكانه]
فلمّا حصل بهمذان اشتدّت علته فتوفّى بها- رحمه الله- وانتصب ابنه أبو الفتح مكان أبيه وكان العسكر كما ذكرت مائلا إليه فزاد فى بسطهم وتأنيسهم ووعدهم ومنّاهم وبذل لهم طعامه ومنادمته وأكثر من الخلع عليهم وراسل حسنويه وأرغبه وأرهبه وحضّه على الطاعة وأومأ إلى مصالحته على مال يحمله يقوم بما أنفق على العسكر وتتوفّر بعد ذلك بقيّته على خزانة السلطان ويضمن إصلاح حاله إذا فعل [ذلك][١] مع ركن الدولة.
وكان يشقّ على سهلان بن مسافر لما فى نفسه من حسنويه ولأنّه يحبّ الانتقام منه ويكره أن ينصرف مثل ذلك العسكر عنه ولم يؤثّر فى أمره أثرا يسمع به وليّه وعدوّه إلّا أنّ أبا الفتح كان يرى أنّ مقاربة حسنويه والعود إلى صاحبه ببابه لم يثلم عسكره ولا خاطر بهم وأن يلحق مكانه من الوزارة قبل أن يطمع فيه أولى وأشبه بالصواب- وقد كان أبو علىّ محمد بن أحمد
[١] . ما بين المعقوفتين غير موجود فى الأصل. فزدناه من مط. والعبارة فى مط: ويضمن له إذا فعل ذلك إصلاح ركن الدولة.