للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان بسواد وسيف وهو إذ ذاك مغضوب عليه يحاسب، فقال:

- «ما هذا الزىّ؟ الزم منزلك، فإن احتيج إليك [٢١٢] استدعيت.»

[ودخلت سنة إحدى وعشرين ومائتين]

[وقعة كانت بين بغا وبابك]

وفى هذه السنة كانت بين بغا الكبير وبابك وقعة بناحية هشتاذ سر فهزم بغا واستبيح عسكره. [١] ذكر الخبر عن ذلك كان بغا قدم بالمال الذي مضى ذكره ففرّقه الأفشين على أصحابه وتجهّز بعد النيروز عند زوال البرد ومكروه الثلج، ووجّه بغا فى عسكر ليدور حول هشتاذ سر وينزل فى خندق محمد بن حميد ويحكمه ويخفره، ووجّه أبا سعيد من وجه آخر ورحل الأفشين من برزند، فتجهّز بغا من غير مواقفة [٢] الأفشين وسار حتّى نزل قرية البذّ فى وسطها وأقام بها يوما واحدا واحتاج إلى الميرة والأعلاف، فوجّه ألف رجل فى علّافة له، فخرج عسكر من عساكر بابك فاستباح العلّافة وقتل البعض وأسر البعض ورجع بغا إلى خندق محمد بن حميد شبيها بالمنهزم وكتب إلى الأفشين يعلمه ذلك ويسأله المدد فقال الأفشين:

- «ما عمل شيئا وأقدم بغير أمرنا.» ثمّ وجّه إليه أخاه الفضل بن كاوس وأحمد بن الخليل بن هشام وابن جوشن وصاحب شرطة الحسن وقرابة [٢١٣] للفضل بن سهل. ثمّ كتب


[١] . انظر الطبري (١١: ١١٨٦) .
[٢] . كذا فى الأصل: مواقفة. فى آ: موافقة. وفى مط: مواقعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>