للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكييّة ومن عاصرهم

كيقباذ بن زوّ

ثم ملك بعده كيقباذ بن زوّ، وسلك سبيل أبيه. فكوّر الكور، وبيّن حدودها وحريمها، وأمر الناس بالعمارات، وأخذ العشر من الغلّات لأرزاق الجند، وكان حريصا على العمارة، ومانعا لحوزته. والملوك الكييّة من نسله. وجرت بينه وبين الترك حروب كثيرة. وكان مقيما في الحدّ الذي بين مملكة الفرس والترك بناحية بلخ، يمنع الترك من تطرّف [١] شيء من حدود فارس. فجميع هذه العداوات والحروب سببها سوء نظر من قسم الملك بين أولاده، ثم وثوب من وثب من الإخوة [٣١] بأخيه، واستمرار الشحناء بعد ذلك والعداوات.

وأما القيّم بأمر بنى إسرائيل بعد يوشع، فكان كالب بن توفيل [٢] ، ثم حزقيل الذي يقال له: ابن العجوز- وكانت لهما أخبار مشهورة تركنا ذكرها لأنها معجزات لا تستفاد منها تجربة [٣]- وحزقيل هو صاحب القوم «الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، فقال لهم الله: موتوا، ثم أحياهم» [٤] لأنهم ودّوا لو ماتوا فاستراحوا من بلاء كان أصابهم: إمّا طاعون، أو ما أشبهه، فخرجوا


[١] . مط والطبري: تطرّق: ابتغى إليه طريقا. تطرّف الشيء: أخذ من أطرافه.
[٢] . مط: يوفنا.
[٣] . أنظر الطبري ٢: ٥٣٥.
[٤] . س ٢ البقرة: ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>