للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحبشىّ وكتّابه وحاشيته ومعامليه وارتجع منه ما كان حمله معه من المال والجواهر، واستخرج من الأموال شيئا كثيرا وظفر بخزائنه كلّها. فكان فى جملتها خزانة كتبه وفيها خمسة عشر ألف مجلّد سوى الأجزاء والمشرّس [١] غير المجلد ووجد له من خزائن الأسلحة والفرش والثياب الفاخرة والآلات شيئا يستكثر لمثله فحمل ذلك كلّه إلى بختيار.

وقلّد بختيار ابنه المرزبان البصرة وسنّه ثمان سنين [٣١٥] واستكتب له أبا الغنائم المفضّل بن أبى محمد المهلّبى وهو خال ولد الوزير أبى الفضل.

[ذكر الدعوة إلى محمد بن عبد الله القائم من أهل البيت - صلى الله عليه وسلم -]

وفى هذه السنة ظهرت دعوة بين الخاصّ والعامّ يدعى فيها إلى محمد بن عبد الله القائم من أهل بيت رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وقيل إنّه الرجل الذي ورد بذكره الخبر وأنّه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويجاهد أعداء المسلمين ويجدّد ما عفا من رسوم الدين. فتطلّعت إليه نفوس العامة وجعل دعاته يأخذون البيعة على الرجل بعد الرجل فمن كان من أهل السنّة قيل له: إنّه عباسىّ. ومن كان من أهل التشيع قيل له: إنّه علوىّ.

وكتبت عنه رسالة على عدّة نسخ وطرحت فى المساجد والمحافل يدعو فيها إلى مثل ما حكيناه عنه، فحصلت نسخة منها عند الوزير أبى الفضل فى أول وزارته فتقدم بإذكاء العيون على الطائفة الخائضة فى هذا الباب والقبض على من يوجد منها. ثم انحدر قبل أن يظفر بأحد منهم وتقدم إلى خليفته


[١] . كذا فى الأصل وعند ابن الأثير. وفى القاموس المسرس: قال صاحب تاج العروس يقال:
مصحف مشرز ومسرس. المشرز المشدود بعضه إلى بعض المضموم طرفاه. فإن لم يضمّ طرفاه فهو مسرس بسينين. (مد)

<<  <  ج: ص:  >  >>